[الزهروان من القرآن وسبب تسميتهما بذلك]
المقدم: وردت بعض التساؤلات على الموقع عن الزهراوين، حبذا لو تحدثنا عنها قليلاً؟ الشيخ: الزهروان هما البقرة وآل عمران، وهما سورتان كريمتان من سور القرآن الكريم، والقرآن كله كريم؛ لأنه منزل من لدن حكيم عليم، قال صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا الزهراوين: البقرة وآل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان فرقان من طير صواف، يحجان عن أصحابهما).
فأما البقرة فهي سنام القرآن وفسطاطه، وقد ضمنها الله جل وعلا أخباراً ومواعظ وأحكاماً شتى، فهي من أوائل ما أنزل في المدينة، ولهذا نودي على الأنصار في يوم حنين يا أصحاب البقرة؛ لأنهم كانوا يفتخرون بها؛ لأنها من أول ما نزل في المدينة.
وسورة آل عمران تحدث الله فيها عن بيوت صالحة، وهي بيوت آل عمران.
قال الله: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران:٣٣].
وتضمنت سورة البقرة أعظم آية في كتاب الله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة:٢٥٥] وهي آية الكرسي، وتضمنت خاتمتها آيتين عظيمتن نزلتا من تحت العرش، وهاتان الآيتان من قرأهما في ليلة كفتاه، كما قال صلى الله عليه وسلم: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ} [البقرة:٢٨٥].
وفي سورة آل عمران تلك الآية العظيمة التي تنزل لها الجبال: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران:٢٦ - ٢٧].
وفي هذه السورة كما بينا ذكر الله جل وعلا أخباراً عن غزوة أحد، فذكر الله جل وعلا فيها ما أصاب المسلمين في يوم أحد من الكرب، ومن الغم، ومن الجوع، فهاتان السورتان عظيمتان.
ولماذا سميتا بالزهراوين؟ للعلماء في ذلك ثلاثة أقوال: القول الأول: لما يزهر لصاحبهما، أي: لقارئهما جميعاً من المعاني العظيمة، ويضيء له في قلبه.
وقيل: إنما سميت الزهراوين لأنهما تضمنتا اسم الله الأعظم كما وردت بذلك الآثار، فهذان قولان شهيران للعلماء في سبب تسمية سورة البقرة وسورة آل عمران بالزهراوين.
هذا ما يمكن أن يقال عنهما، وفي قراءتهما نفع عظيم، وهناك خير وافر في كل القرآن فكيف بهاتين السورتين العظيمتين اللتين أثنى عليهما الله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه.