الدين المعاملة، وقد تكلمت عن من لهم علينا حقوق ومن لنا عليهم حقوق، فنرجو أن نتكلم عن التعامل مع المكافئين؟
الجواب
يوجد في الناس من هو مكافئ، بمعنى أنه لا يوجد حق له عليك ولا حق لك عليه؛ لكن هنا يأتي الأدب في أن الإنسان يكون متأدباً مع من يسمعه، يقولون عن الخليل بن أحمد رحمة الله تعالى عليه: إنه كان إذا أفاد أحداً شيئاً لم ير أنه أفاده، وإذا استفاد من أحد شيئاً أراه أنه استفاد منه، وهذا أنموذج عال على نهج سلف الأمة والنبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المكافئ.
الإنسان إذا كان سليم الصدر لين الطبع يقول صلى الله عليه وسلم:(المؤمن ينقاد)، يعني: يقبل الأخذ والعطاء، ويألف ويؤلف.
فهذا في التعامل مع المكافئين لا يرى الإنسان في نفسه علواً ولا ظهوراً على الغير، ويقول الله:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[القصص:٨٣].
فالتعامل مع المكافئ يمكن أن يكون منضبطاً بطرائق محمودة جداً، في أن يكون الإنسان ذا قلب سليم يعرف قدر أخيه ولا يحاول أن يستنقصه كما سيأتي بيانه.