المقدم: كثير من الإخوة على الموقع طالبوا بالحديث عن رمضان، وأنا أحيلهم وأحيل المشاهد الكريم إلى حلقة كاملة على الموقع بعنوان: رمضان بين الفقه والإيمان، وقد كانت من حلقات هذا البرنامج.
الشيخ: ولنا شريط سيخرج اسمه: دنت بشائره، وهو أول خطبتين خطبتهما في قباء العام الماضي عن رمضان.
وسنختم الكلام بالحديث عن رمضان: فأقول: إن رمضان شهر ومطية لبلوغ مرضاة الله، ولن تستطيع أن تصوم رمضان على الوجه الأكمل والنحو الأتم إذا كنت تعتمد على قراءتك الفقهية، لكن ينبغي أن تعلم أن الله جل وعلا وحده هو الموفق، وأن تعظم الله تبارك وتعالى في قلبك، وأن تعلم أن الله -رحمة بك- أفاء عليك ببلوغ شهر كريم، فإذا بلغته فاقتصد في أوله، وزد في وسطه، ثم اجتهد كل الاجتهاد في آخره، فهذه سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، فلا تبدأ بالاجتهاد الكامل في أوله ثم يصبك الفتور، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
تقول عائشة:(إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الوسطى ما لا يجتهد في العشر الأول، ويجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في الشهر كله).
والإنسان قبل رمضان إذا أظهر لله نية ورغبة وسريرة ترغب فيما عند الله، وهو على يقين أن الموفق والمسدد هو الله، والمعين والميسر هو الله، واستدر رحمة ربه في أن يوفقه، بلغ مقصوده، وأما من أوكل نفسه لنفسه، وظن أنه إذا قرأ المتون أو ما إلى ذلك بلغ مقصوده، فلن يبلغ أحد مقصوده إلا بعطاء الله، كما قال العز بن عبد السلام: والله لن يصلوا إلى غير الله إلا بالله، فكيف يصلون إلى الله إلا بالله!! المقدم: أحسن الله إليكم شيخ صالح، نختم بهذه العبارة الجميلة، جزاك الله خيراً، وكتب أجرك، حقيقة أفدتنا بهذه الحلقة.