الملقي: فقد العلماء الراسخين يعتبر ثلمة في الدين ومصيبة كبيرة، وفي الأيام الماضية فقدنا الشيخ الراسخ في العلم بكر أبو زيد، نختم لقاءنا بكلمة حول هذا.
الشيخ: نسأل الله أولاً أن يغفر له ويرحمه وأن ينور له في قبره، ويكتب له الأجر والمثوبة، وسأقول خصيصتين في هذا الرجل العظيم: الأولى: البحوث العلمية الجادة التي لا يراد بها الدرجة العلمية.
مشكلتنا أن جميع بحوثنا درجات علمية، فلذلك حتى صاحبها يفعلها ويريد أن يترقى بها من أستاذ مساعد إلى أستاذ مشارك، ثم تركها ورماها ولا يعنى بتخريجها؛ لأنه أصلاً حصل بها المقصود، ثم ينتقل إلى درجة أخرى، لكن هذا الرجل رحمة الله تعالى عليه -العلامة بكر أبو زيد - كان يخرج بحوثاً علمية جادة رصينة في فقه النوازل، وبعضها في الأجزاء الحديثية، فينتفع بها الناس وليس المقصود من ورائها الدنيا فلذلك انتشر علمه.
والأمر الثاني: وهو أن الله جل وعلا كان قد آتاه تمكناً لغوياً، ولئن قال الناس عن الفرزدق: إنه لولا الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب فإنني أقول: لولا الله ثم بكر أبو زيد في عصرنا لذهب ثلث لغة العلم.
فلغة العلم القوية الرصينة المتينة حافظ عليها الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في بحوثه العلمية التي تدل على علو كعبه في شأن اللغة.