المقدم: نبدأ بقوله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[البقرة:٢٢٠]، فاليتم قصة طويلة، والبعض يعيش مآسي في هذه القصة، فنريد أن نخصص لها جزءاً من الحلقة ونبدأ بتحرير معنى (اليتيم) من الناحية اللغوية ومن ناحية الاصطلاح.
الشيخ: اليتم من الناحية اللغوية معناه الانفراد.
فيقال: بيت يتيم في القصيدة، أي: بيت لا مثيل له، فالشيء إذا كان منفرداً يسمى يتيماً، ولذلك يقال للدرة: يتيمة.
وفي الاصطلاح: انفصال الشيء عمن يرعاه، يقول المعنيون باللغة: يتيم الإنسان من فقد أباه دون البلوغ، ويتيم الحيوان من فقد أمه، ويتيم الطير من فقد أبويه.
وقلنا:(انفكاكه عمن يرعاه) لأن حاجة الإنسان إلى من يرعاه حاجة ملحة، ولهذا مر معنا أن الله لما أراد أن يطمئن موسى قال:{أَنَا رَبُّكَ}[طه:١٢]، ولذلك إذا خليت الدرة عن صدفها الذي يحويها سميت درة يتيمة، وإذا كانت في صدفها فلا تسمى درة يتيمة لعدم انفكاكها عما يرعاها.