المقدم: ثم سألت عن استقبال المصائب وكأنها هدية من الله.
الشيخ: يتعامل الإنسان مع المصائب تعامل من يفتقر إلى الله، فلا يوجد أحد يفرح بالمصيبة، فالنبي صلى الله عليه وسلم أصيب بمقتل حمزة فحزن، وأصيب بموت إبراهيم فحزن، ودمعت عينه، وحزن قلبه، لكنه أسلم نفسه لله، وأما إنسان يضحك إن جاءته مصيبة فهذا لا يعقل، ولا يسمى هذا من الحكمة، وكونه هدية من الله قد يقولها قائل لأحد يسلي عنه، لكن الإنسان يتعامل مع ما يأتيه من المصائب باحتساب، وإذا كانت المصائب لا تحزن ولا تؤثر في القلب فعلى ماذا يؤجر؟! لكن لما كان لها أثر في القلب كان الثواب والأجر مع الصبر والاحتساب.
ثم إن الإنسان رغم ذلك الحزن الذي يصيبه يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله جل وعلا وقدره، والرضا منزلة عظيمة هنا، وبعد ذلك يؤجر عليها، وأما أن الإنسان يأخذها كنوع من العبث فهذا ليس من الحكمة ولا من العقل في شيء.