المقدم: تحدثنا في الأشياء الفقهية الأدبية، ونريد أن نتكلم قليلاً عن الأشياء التاريخية في الجبال سواء في جزيرة العرب أو في غيرها، فنتكلم عن جبل الجودي وأهم الأحداث التي مرت به.
الشيخ: الجودي ورد ذكره في القرآن مرة واحدة في هود، قال الله جل وعلا:{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[هود:٤٤]، والأظهر أنه جبل في العراق على الجنوب الشرقي من دجلة.
وقيل في تركيا.
لكن الأظهر أنه في العراق.
وبعض العلماء أخذ يتكلم عن أصل الكلمة، فقال: إنه مشتق من الجود كما حرره الراغب الأصفهاني في المفردات، وتبعه عليه السمين الحلبي رحمة الله تعالى عليهما في عمدة الحفاظ.
وهذا خطأ ظاهر؛ لأن الله تكلم عن جبل رست عليه سفينة نوح، وأيام نوح عليه السلام لم يكن أحد يتكلم العربية، فأول من نطق العربية إنما جاء بعد إبراهيم أو قريباً من زمن إبراهيم، أي: بعد زمن إبراهيم بقليل، فلم يكن هناك عربية أصلاً حتى يقال: إن الجودي مشتق من الجود.
الآن المنطقة الكردية من العراق هي التي فيها جبل الجودي؛ لكن غير اسمه فلا يقال له جبل الجودي، وإنما يقال: جبال آراط أو آرات، وهو مطل على جزيرة اسمها جزيرة ابن عمر حالياً، والذي يعنينا أن هذا الجبل رست عليه سفينة نوح عليه الصلاة والسلام.