للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوفاء لأصحاب الأيادي البيضاء]

الملقي: هنا محور يتعلق بالوفاء لذوي الأيادي البيضاء؟ الشيخ: هذا المحور قد يكون عنصر الوفاء الأول؛ لأن الوالد يكرمنا لأنه والدنا، والوالدة تكرمنا لأنها والدتنا، والزوجة تكرمنا لأنها زوجتنا، والصديق لأنه صديق؛ لكن إذا كانت اليد من شخص ليس بيننا وبينه قرابة، أو بتعبير أصح: ليس بيننا وبينه ما يدفعه لأن يكون له يد علينا؛ فإنه يتأكد الوفاء معه؛ لأنه صاحب يد أولى، ومن كان صاحب يد أولى يستحسن أن نكافئه؛ لأن الذي يضع القلادة العظيمة في عنقك ويسترقك هو من ليس لك عنده حق، ثم ابتدأ بهذا المعروف.

شخص -مثلاً- سمع أن فلاناً انكسر في تجارته فأتاه وليس بينه وبينه صلة فأعطاه مالاً أو أقال عثرته هذا له حق.

طالب علم جاء شيخ فتبنى أن يفقهه وهو ليس طالباً رسمياً في مدرسة أو في جامعة، فهذا يدل على فضله وعلى إحسانه، وهو يستحق المكافأة في المعروف، هؤلاء هم أصحاب الأيدي.

كذلك على العاقل أن يعرف أين يضع معروفه، قال المتنبي: ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا لكن ينبغي أن يفرق الإنسان بين الوفاء والمعروف، فالمعروف إذا أردت أن تفعله فافعله في أي أحد: لا يذهب العرف بين الله والناس، أما ما ترجو وفاءه وما تصطنعه لأيامك فلابد أن تختار أناساً أحراراً شرفاء قادرين على أن يعرفوا قدرك إذا مكن الله جل وعلا لهم، ولا يكونون كما قال الأول: أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني

<<  <  ج: ص:  >  >>