الملقي: يا شيخ صالح أنت علقت بعض الحلول بمسألة مرور الأيام، فدعني أنظر لهذا الموضوع من زاوية أخرى وهي: كثرة التجارب والخبرات للإنسان، أليس ذلك من شأنه أن يولد عنده شيئاً من الحكمة؟ الشيخ: بلا شك، وهذه قد نجعلها ثالث المدركات.
يقول المتنبي: من عرف الأيام معرفتي بها وبالناس روى رمحه غير راحم فكثرة التجارب تغير من الرأي، فهناك شيء اسمه بادي الرأي، أي: الرأي الأول، لكن التجارب تكون مع طول الأيام، ولذلك يقولون: الأمة تحتاج إلى حماس الشباب، وخبرة الكهول أو تجربة الكهول أو لحكمة الكهول، فكثرة التجارب تغير كثيراً من القناعات، وتبدد كثيراً من النظريات، والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذم الخوارج قال:(حدثاء الأسنان) أي: قليلو التجارب، فإذا كانت هناك تجارب في الحياة فإنها تجعل الإنسان أكثر حكمة، وكلما كان الإنسان كثير الأسفار، غني التجارب، يخالط الناس بكثرة، كان أقرب إلى تاج الحكمة.