المقدم: سائل يسأل عن الطريقة المثلى لقراءة كتب التفسير مثل تفسير ابن كثير؟ الشيخ: علم التفسير علم عظيم، والعلماء رحمة الله تعالى عليهم بذلوا فيه جهداً واسعاً نسأل الله مثوبتهم، والناس تختلف قدراتهم، والملكات هي من فضل الله جل وعلا، لكن حبذا أن تقرأ بطريقتين: قراءة عامة بمعنى: أن تأخذ كتاباً مثل تفسير ابن كثير أو مختصراً من مختصرات تفسير ابن كثير فتقرأ فيه قراءة سردية متسلسلاً.
وهناك طريقة أخرى: أن تختار آيات، وهذه لا تكون آيات أحكام؛ لأن الفقه يحتاج إلى نوع من الدراسة حتى يقوى الإنسان فيه.
فيأخذ هذه الآيات ويقرؤها مبدئياً، ثم يقرأ في عدة تفاسير، فما لم يتوسع زيد أفاض فيه عمرو، فيقرأ بهذه الطريقة، وإذا حصل على لب المعلومة يقولها لغيره حتى تثبت في صدره.
فهذا ينفع كثيراً في علم التفسير لكن يحتاج إلى طول زمان، ونحن نتكلم عن مائة وأربع عشرة سورة لا يمكن الإلمام بها بين عشية وضحاها، فهذه مسألة تفنى فيها أعمار، ولهذا قالوا: إن ابن جرير الطبري لما أراد أن يؤلف تفسيره هذا دعا الطلاب، فقالوا: في كم ورقة؟ قال: في ثلاثين ألف ورقة، قالوا: تفنى في هذا الأعمار، فقال رحمة الله تعالى عليه: الله المستعان! ذهبت الهمم، ثم جعله في ثلاثة آلاف ورقة، وهو الذي بين أيدينا، وهو الآن ينظر إليه أنه من المطولات، فهذه بعض الطرائق، ونسأل الله أن يوفق.