والإمام أبو حنيفة هو فارسي الأصل، واسمه النعمان بن ثابت، قال الشافعي رحمة الله تعالى عليه: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة.
وهذه الشهادة لها اعتبار؛ لأن الشافعي ند لـ أبي حنيفة، وعندما تأتي الشهادة من ند ومن فارس في نفس المضمار فلها اعتبارها أكثر من أي شخص يكون تابعاً لـ أبي حنيفة في مذهبه.
وقد قال الذهبي رحمة الله تعالى عليه: إن الإمامة في الفقه مسلمة لهذا الإمام بلا ريب ولاشك، هذا معنى كلامه في الأعلام.
والمقصود من هذا أن أبا حنيفة رحمة الله تعالى عليه أول الأئمة ظهوراً، وأكثرهم علماً بدقائق الفقه، وإليه المنتهى في هذا الباب رحمة الله تعالى عليه، وله أصحاب منهم: اللذين ذكرتهما: محمد بن الحسن وأبو يوسف.
وأبو يوسف هو: يعقوب بن إبراهيم، وهو أنصاري في أصله، لكنه نشأ في الكوفة وتعلم وعلم في الكوفة، وأصبح قاضي القضاة فيما بعد.
ومحمد بن الحسن الشيباني من بني شيبان، وأظن بني شيبان لهم ذكر كثير في التاريخ كما في محمد بن حميد، يقول أبو سلمان: كأن بني شيبان يوم وفاتهم نجوم سماء خر من بينها البدر عليك سلام الله وقتاً فإنني رأيت كريم الحر ليس له عمر ومنهم: معن بن زائدة الشيباني الذي قيل فيه: معن بن زائدة الذي زيدت به شرفاً على شرف بنو شيبان فـ محمد بن الحسن من بني شيبان، وقد مات أبو حنيفة وقد بلغ محمد بن الحسن ثمانية عشر عاماً، وأكثر ما يسمى ظاهر الرواية في المذهب هو من كتب محمد بن حسن رحمة الله تعالى عليهما.
ومن خلال دراستهما سيتضح أشياء كثيرة، لكن أبو يوسف لما تولى القضاء وأصبح قاضي القضاة كان الرشيد يجله ويكرمه، ومحمد بن الحسن في هيئته كان سميناً وذكياً، قال الشافعي رحمه الله: ما رأيت سميناً أذكى منه.