الملقي: من خلال تعاملك مع الناس لاشك أنك قابلت شخصيات منصفة، فلو تكرمت بذكر من يتسم بهذه الصفة البارزة إذا رأيت ذلك؟ الشيخ: الحق أنهم كثيرون، لكن منهم الشيخ عبد العزيز بن صالح رحمة الله تعالى عليه، إمام الحرم سابقاً، هذا كان رجلاً منصفاً بمعنى الكلمة، لكن أنا قلت في إحدى اللقاءات هنا في هذا البرنامج إن الشيخ إبراهيم الأخضر حفظه الله كان يقول: إن كل جسد مركب من حسد، ولو أن جسداً خلا من الحسد لكان جسد الشيخ ابن صالح.
من دلائل إنصافه أنه قرب كثيراً من العلماء للتدريس في الحرم النبوي بصرف النظر عن أشياء أخر لم يعتبرها ربما ذمها الناس ولا داعي لنشرها، لكنه كان يتجنبها.
فمن أجل ذلك منّ الله عليه بمحبة الناس له، إلا أن هؤلاء الذين قدر لهم أن يدرسوا في الحرم الشريف شاع ذكرهم وعم فضلهم وانتشر علمهم وانتفع الناس بهم، وهذا كله عائد بعد رحمة الله وفضله إلى إنصاف الشيخ رحمة الله تعالى عليه.
زرت سماحة الشيخ الوالد عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة حالياً مرتين أو ثلاثاً في مجلسه، وذكرنا عدة قضايا، وذكرنا عدة أشخاص، والحق -ونحن شهود الله في أرضه- أن الرجل كان منصفاً في الحديث عن أشخاص لو ذكروا عند غيره لهجم عليهم بالذم، لكن الرجل كان منصفاً جداً في الحديث عنهم، وكان ورعاً في ذلك، كان يتكلم كلاماً علمياً معرفياً، كلام رجل يريد النصح، يريد الخير، حتى ما فيهم من نقص يريد أن يواريه فيستره أو يسعى في حله، وأنا منذ خرجت من عنده آنذاك أكبرته وازداد إجلالي له، حتى أنني حدثت بعض طلبة العلم بما كان بيننا.