للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معرفة الرب تعالى والقيام بأمره ودينه]

وأعظم من ذلك ما يحتاجه الإنسان من حكمة في معرفة الرب تبارك وتعالى، فثمة عبادات شرعها الله جل وعلا لعباده، القائمون بها قبل أن ينتهي زمن التكليف يدل ذلك على علو كعبهم في باب الحكمة، وعدم قيامهم بها يدل على بعدهم عن الحكمة.

يقول الله جل وعلا: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم:٤٢ - ٤٣].

إذاً فالحكيم هو من إذا أمر بالسجود سجد، ومن إذا سمع حي على الصلاة حي على الفلاح بادر إلى السجود؛ لأنه سيأتي يوم يأمر الناس فيه بالسجود فمن سجد في الدنيا فإنه في هذا الموقف يستطيع أن يسجد إذا خلصت نيته في الآخرة، ومن لم يحسب هذا الموقف لا يستطيع أن يسجد في الآخرة.

يقول سعيد بن جبير عن أهل القبور: إنهم إذا بعثوا يمسحون الموت عن أعينهم ويقولون: سبحانك اللهم وبحمدك وهم كفرة؛ لأنهم يقولونها يوم لا ينفعهم ذلك.

فإذا أردنا أن نصف أحداً بأنه حكيم حقاً فلننظر كيف استعد للقاء الله، فمن استعد للقاء الله حقاً بالعمل الصالح التقي النقي دل ذلك على حكمته، ومن أوتي حظاً في حظ الدنيا فهذه حكمة الدنيا، لكن نقول: هذه حكمة نسبية كما أجبنا على إحدى الأخوات في الأول لما قالت: هل يؤتى الكافر الحكمة، والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>