للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أزواج النساء في الجنة وعدم وعدهن بالغلمان]

المقدم: إن الله عز وجل قال: {وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الدخان:٥٤]، والخطاب هنا كان للرجال، وبالنسبة للنساء لم يرد الخطاب لهن بمثل هذا.

أيضاً: المرأة قد تكون تزوجت أكثر من رجل، وقد تكون ماتت قبل أن تتزوج، وقد يكون زوجها في النار، فما هو حال النساء بالنسبة للجنة إن شاء الله؟ الشيخ: نقول: يجب أن يفهم أن الجنة دار كرامة فمن دخلها من رجل أو امرأة، جني أو إنسي، نبي أو غير نبي، فليعرف أنه سيكرم، فالمكرم في الجنة هو الله، والخوف بعد دخولها أمر منتف، والحزن كذلك: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف:٤٩].

عندما تقدم على مكان أو تشتري قصراً أو تبني فلة ومعك رهطك وأهلك تقول: أنا سأجلس في المجلس لكن أهلي أين سيجلسون؛ أين سيجلس الأبناء؟ من حقك أن تخشى وتخاف وتحقق؛ لأن الذي سيستضيفك مخلوق مثلك، لكن الجنة دار ضيافة رب العالمين جل جلاله، فعلى الرجال والنساء على السواء ألا يقع في قلوبهم خوف من نقص سيصيرون إليه، هذا محال، لأن الجنة هي الخير المحض، وهي دار كرامة ليس فيها من النقص شيء، وهذا مهم جداً في فهم القضية.

ثم نقول بعد ذلك: الله جل وعلا وعد الرجال بالحور العين ولا نعلم أن الله جل وعلا وعد النساء بغلمان، قد يقول قائل: ما الفرق؟ فنقول: لأنه إذا دخل النساء الجنة فلن ترى المرأة حاجة أبداً إلى مثل هذا.

أما بالنسبة إلى الأزواج فالجنة ليس فيها أعزب، هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم، أما الزوجات فهناك آثار ثلاثة فيهن انقطاع، بعضها رواها أبو علي الحراني في تاريخه، وبعضها رواها ابن عساكر في تاريخ دمشق، يقول الشيخ ناصر الدين الألباني رحمة الله تعالى عليه: إن الأحاديث بمجموعها يرتقي الحكم عليها بأنها حسنة، هذه الأحاديث تدل على أن المرأة إذا كان لها زوج صالح كتب الله له الجنة ومات قبلها ولم تتزوج بعده فإنها تكون زوجته في الجنة.

ومن هذا قالوا: إن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام، وقد كان شديداً عليها مع صلاحه وكونه أحد العشرة المبشرين، فذهبت إلى أبيها أبي بكر تشتكيه فقال: يا بنيتي اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ومات عنها كانت زوجته في الجنة.

وقالوا: إن معاوية رضي الله تعالى عنه وأرضاه خطب أم الدرداء رضي الله عنها وأرضاها فامتنعت وقالت: إنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول نفس المعنى، أي: أنها إذا مات عنه ولم تتزوج بعده تكون زوجه في الجنة.

ونقل عن حذيفة رضي الله تعالى عنه وأرضاه أنه قال ذلك لزوجته.

لكن -كما قلت- هذه الأحاديث الثلاثة يوجد انقطاع في اثنين منها، أما حديث معاوية فليس فيه انقطاع، لكن فيه رجل غير معروف وهو العباس بن صالح، لكنها بمجموعها ترتقي إلى درجة الحسن؛ وهي هنا أولى من الرأي وأولى من القياس؛ لكن أعود وأكرر: أن المرأة أو الرجل لا يمكن أن يهان في الجنة مثقال ذرة أو طرفة عين.

<<  <  ج: ص:  >  >>