المقدم: شيخنا الفاضل توقفنا عند فهم مقاصد القرآن، وذكرتم الشروط الأربعة لفهم مقاصد القرآن، البعض يقول: حينما يستمع إلى تفسير معين يجد أنه ليس هناك شيئاً جديداً، فكيف يكون الوصول إلى استنباطات معينة في التفسير تنفع الناس في واقعهم؟ الشيخ: أصل المسألة أن فضل الله يؤتيه من يشاء، وقضية الدربة واعتماد الصناعة أمر بيد الله، ولكل ميدان فرسانه.
وأحياناً يأتي لهذا الميدان شخص ليس من أهله، فلا يصل إلى المرتقى الصعب فيه، لكن على العموم لا نستطيع أن نقول: فلان من أهله وفلان ليس من أهله، هذا ليس لنا وغير لائق، لكن نقول: على المؤمن أن يتقي الله، وأن يعلم أن فهم كلام الله جل وعلا مطلب عظيم، لكن لا يجوز التقدم بين يدي الله ورسوله، والبحث بطرائق يتفق الناس على أنها غير موصلة إليه، فإكمال علم الآلة، وإدراك الإنسان هذا من نفسه وأن له الحق في أن يبحث في علم التفسير، يجعل له ذلك، أما أن يأتيه تطفلاً أو منازعة أو تشبهاً فهذا قد ينجم عنه -عياذاً بالله- ضرر كبير على النفس في الآخرة قبل الأولى.