[الاقتداء بالرسول في أخلاقه ومعاملته الحسنة مع الناس]
الملقي: سأل الأخ سلطان عن أخلاق النبي وصفاته في معاملة الناس، فما تعليكم يا شيخ؟ الشيخ: هذا كلام مهم يوجه للدعاة، نحن نقرأ في السيرة أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه فرح ودمعت عيناه في يوم الهجرة لما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم وافق على أن يصحبه معه.
تقول عائشة رضي الله عنها وأرضاها: ما كنت أشعر أن أحداً يبكي من الفرح.
فهي تتكلم حسب علمها وإلا فكل الناس تبكي من الفرح، لكنها لما قالت ذلك كانت صغيرة لم تعلم موضع الشاهد.
فنحن الآن أمام الصديق وقبله النبي صلى الله عليه وسلم، فنتأسى بـ الصديق في محبته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقدوتنا في محبة الرسول هو أبو بكر؛ لأن أبا بكر أعظم الناس حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في صفاته التي من أجلها أحبه أبو بكر وأحبه المؤمنون، فـ أبو بكر رضي الله تعالى عنه لم يحب النبي صلى الله عليه وسلم إلا لما وجد فيه خصالاً يستحق أن يحب وأن يفديه عليها، وأول شيء كونه نبي، وما فرض الله عليه من الأمر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا شك أنها كانت فيه صلى الله عليه وسلم صفات كمال وجلال بشري أعطاه الله إياه أمرنا بأن نتأسى به فيها رغم علم الله أننا لن نصل إلى درجة نبينا صلى الله عليه وسلم، ولكن من باب التأسي بالصالحين والإقتداء بالمتقين، بل سيدهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فيكون إقتداؤنا بـ أبي بكر في محبته أو بالنبي صلى الله عليه وسلم في تلك الصفات من أعظم الصفات، هذا هو موضع الربط بين سؤال الشيخ سلطان وبين القصة.
ومن أعظم الصفات التي جعلت أبا بكر يحب النبي صلى الله عليه وسلم حب النبي صلى الله عليه وسلم للناس، وهو ما أكد عليه الشيخ سلطان، وذلك بسبب البشاشة والمودة والمحبة، فمال الناس بقلوبهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام لما رأوا أن هذا النبي يسهر ليناموا، ويعمل ليستريحوا، ويفديهم بروحه وماله، وبين لهم أعظم الطرائق ألا وهو الطريق الموصل إلى الله، فمن اقتدى به فاز، يقول أحد الشعراء الليبيين: وإذا أحب الله باطن عبده ظهرت عليه مواهب الفتاح وإذا صفت لله نية مصلح مال العباد إليه بالأرواح فمن رزق الاقتداء مع صلاح النية أحبه الناس.