الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته قول قائل ولا يجزي بآلائه أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رب غيره ولا إله سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فعنوان حلقة هذا اليوم (الدين المعاملة)، وهذا قول ذائع مشهور يحمل في طياته هذه الكثير من الصواب لكن نحذر أموراً يجب علينا أن نبينها للغير.
أولها: أن هذا القول ليس حديثاً نبوياً عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال العلامة الأثري عبد العزيز بن عبد الله بن باز غفر الله له ورحمه: ليس لهذا اللفظ أصل في الحديث، أي: هذا الحديث ليس له أصل، فهي ليست حديثاً نبوياً، قال رحمة الله تعالى عليه: الأفضل أن يقال: الدين حسن المعاملة، أو يقال: حسن المعاملة من الدين.
لكن الذي نستطيع أن نقوله: إن القرآن والسنة دلا على أن من أعظم ما دل الدين عليه حسن التعامل مع غيرنا من الناس، وهذا مما فرضه الله جل وعلا علينا وأمرنا به على طرائق عدة، قال ربنا:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[البقرة:٨٣]، والأحاديث في هذا الباب كثيرة سيأتي تباعاً بيانها.
إذاً: يتحرر أننا قصدنا من العنوان أن نغير مفهوماً خطأ عند الناس، ونحن نبقي على صحة المعنى إلى حد كبير، لكن لا يمكن نسبة هذا القول إلى النبي صلى الله عليه وسلم.