نرجو توجيهاً للمغرقين في التفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل، كما يقال: التقوى في القلوب وإن الله غفور رحيم؟ الشيخ: المؤمن يكون قلبه بين الخوف والرجاء، فهما له مثل جناحي طائر ورأسه محبة الله.
أحياناً يغلب جانب الرجاء وأحياناً جانب الخوف، فنحن نحسن الظن بالله ونرجو عفوه، وفي نفس الوقت لا نأمن مكر الله، فلا يوجد مؤمن تقي يعرف الله حقاً يأمن مكر الله:{قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[المؤمنون:٩٣ - ٩٤]، وهذه من أعظم آيات التخويف في القرآن؛ لأنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لربه: إذا جاء أمرك وحكمت عليهم بالعذاب والسخط فنجني من العذاب ولا تجعلني مع القوم الظالمين، فما يقول من دونه.
وفي نفس الوقت نحن نؤمل كثيراً برحمة ربنا جل وعلا ونرجو عفوه؛ لأنه جل وعلا الذي قال:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر:٦٠]، وقال:{فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:١٨٦].