الملقي: من صور الوفاء أيضاً الوفاء مع الأصحاب والإخوان.
الشيخ: الذين نعاشرهم من الأصدقاء الأصحاب الزملاء وقرناء العمل والجيران كلهم يحتاجون إلى وفاء، خاصة من كان بيننا وبينهم حرمة يقولون: إن موسى عليه السلام لما التقط التمرة جاء جبريل وجعلها في الجمرة، فكأنه أصاب موسى تشويه جزئي، فصار فرعون لا يريد أن يأكل مع موسى فيقال: إن الله حفظ موسى عن أن يأكل مع فرعون حتى لا تبقى بين موسى وفرعون حرمة مؤاكلة فيكون زوال ملك فرعون على يد موسى أمر لا غرابة فيه شرعاً ولا يتنافى مع خلق الوفاء الذي جعله الله جل وعلا في أنبيائه.
ولهذا لما أضاف إبراهيم الملائكة قال الله عنه:{فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً}[هود:٧٠]؛ لأنه إذا لم تقع مؤاكلة فهذا يشبه الغدر.
نقول: الأصدقاء والخلطاء والأصحاب والجيران لهم حق الوفاء؛ لكن وسائل البر تختلف، فمن بر ذوي العشرة والصحبة ذكر الحميد ومواصلتهم وإعانتهم أيام أفراحهم، ومواساتهم أيام حزنهم.