المقدم: سائلة تسأل عن نسخ بعض الآيات من القرآن الكريم مع وجودها واستدلت بآية الخمر، فما تعليكم؟ الشيخ: يقول الله: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}[البقرة:١٠٦] وقد أجاب الزركشي رحمه الله عن هذا التساؤل فقال: إن الذي ينسخ حكماً ويبقى تلاوةً، إنما أبقاه الله تلاوةً لأسباب، وذكر منها غفر الله له ورحمه: الأول: التعبد به؛ فإن القرآن سواءً كان منسوخاً حكماً أو غير منسوخ حكماً هو كلام الله، وكفى شرفاً بالمؤمن أن يقرأ كلام الله جل وعلا بصرف النظر عن كون هذا الحكم نسخ أو لم ينسخ، فهو يتعبد بتلاوته.
هذا الوجه الأول وهو أقواها.
والوجه الثاني: أنه يظهر المنة من الله جل وعلا على عباده؛ لأن النسخ إنما يكون في الغالب إلى الأفضل، فيظهر الفرق بين الحالين، بين كونهم يصلون وهم قريبو عهد بخمر وكونهم يصلون وهم لا يشربون الخمر أصلاً، فينظرون إلى فضل الله جل وعلا ورحمته.