للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: الأبعاض، يقولون: لا يمكن أن يكون لله وجه ولا عين ولا يد ولا قدم ولا ساق، فنقول: سبحان الله أأنتم أعلم أم الله؟ فإذا قالوا: الله أعلم، نقول: هل يُحَدِّث الله تعالى بالكذب؟ إذا قالوا: لا، لا يمكن أن يَكْذِب هو أصدق القائلين، قلنا: إذًا كيف تقولون إنه ليس له يد حقيقية، وليس له وجهٌ حقيقي.

فالحاصل أننا نقول: إن نفي الحكمة يعني: أن أفعال الله تعالى كلها سفه؛ لأنه إذا انتفت الحكمة حل العبث ضدها لابد، إذ لا يعقل أن فاعلًا يفعل ما ليس له حكمة إلا وله ضدها، فالحمد لله الذي هدانا، نسأل الله أن يثبتنا، إذًا الآية هذه تفيد الحكمة على الوجوه الأربعة.

[من فوائد الآية الكريمة]

نذكر ما يفتح الله علينا من فوائد هذه الآية:

الفائدة الأولى: أن عيسى عليه السلام وهو أحد أولو العزم من الرسل، يفوض الأمر إلى الله حيث قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ}، {وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ}، وهكذا يجب علينا نحن أن نفوض الأمر إلى الله عزّ وجل فيما يفعله ولا نعترض عليه، فالله يقول: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (٢٣)} [الأنبياء: ٢٣]، {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} لكمال حكمته، {وَهُمْ يُسْأَلُونَ} لأنهم عابدون لله عزّ وجل.

الفائدة الثانية: تسليم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وتفويض الأمر إلى الله عزّ وجل، لأن هذا من عيسى عليه الصلاة والسلام وهو أحد الأنبياء أولي العزم.

<<  <  ج: ص:  >  >>