وقوله:{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} أي: لا يصلح شأنهم حتى يصلوا إلى ما يريدون، وعلى هذا فيكون قوله:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} أي: لا يدلهم إلى ما يريدون من قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أن المعنى: لا يهديه هداية دين، ويكون قوله:{لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} أي: الذين قضى الله عليهم بالكفر والموت عليه، فتكون هذه الآية كقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (٩٧)} [يونس: ٩٦ - ٩٧].
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدة الأولى: إثبات رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - لقوله:{يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ}.
الفائدة الثانية: المنقبة العظيمة للرسول عليه الصلاة والسلام حيث كان رسولًا لله عزّ وجل، الناس الآن فيما بينهم يكرم الرسول بإكرام مرسله، وإذا كان مرسله ذا شأن في المجتمع، كان كونه رسولًا له شرف له، إذًا فالرسول عليه الصلاة والسلام في نداء الله له بهذا الوصف منقبة عظيمة له وشرف عظيم، وإذا كان وصف العبودية شرفًا، فوصف الرسالة أشد؛ لأن الرسالة متضمنة للعبودية وزيادة.
الفائدة الثالثة: أنه يجب على الرسول عليه الصلاة والسلام أن يبلغ كل ما أنزل إليه وقد حصل هذا، وشهدت له الأمة بذلك -ولله الحمد-، ففي أكبر مجتمع اجتمع فيه الرسول عليه الصلاة والسلام بأمته في يوم عرفة قال لهم:"ألا هل بلغت؟ " قالوا: نعم، ثلاث مرات وهو يقول:"ألا هل بلغت؟ " فيقولون: نعم،