قوله:{حُرِّمَتْ} هذا فعل مبني لما لم يسمَّ فاعله، والفاعل هو الله عزّ وجل، فحذف الفاعل للعلم به، فإن قال قائل: قال الله تعالى في هذه الآية: {حُرِّمَتْ} وفي سورة البقرة والنحل قال: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ}[البقرة: ١٧٣ - النحل: ١١٥] فنسب التحريم إلى الله صراحة، فلماذا اختلف التعبير؟
فالجواب من وجهين:
الوجه الأول: أن بلاغة القرآن لا يمكن أن يدركها كل الناس؛ لأنها كلام الله عزّ وجل، والله تعالى لا نحيط به علمًا، لا في ذاته ولا في صفاته، فبلاغة القرآن أعظم من أن تدركها عقولنا، وعلى هذا الجواب يجب الإمساك عن مثل هذه الأمور، ونقول: هذا أمر فوق عقولنا، وبذلك يمسك كل مؤمن عن محاولة التكلف في معرفة الفرق.