للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهى عنه إما تحريمًا أو كراهة، من تفريط في واجب أو انتهاك لمحرم، لكن إذا كان كراهة فإنه لا يأثم من لم ينكره.

وهل المرجع فيه إلى العرف أو إلى الشرع؟ إلى الشرع؛ لأن الناس قد ينكرون ما ليس بمنكر، وقد يقرون ما هو منكر، فالمرجع إذًا إلى الشريعة، لا إلى عرف الناس، والمعروف ما أمر به الشرع إما إيجابًا أو استحبابًا، وإذا كان استحبابًا لا يأثم من لم ينكره.

وقوله: {عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} كيف يقول: {لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}؟ لأن المفعول لا يتوجه إليه النهي، إذ إنه تم وفُعِل، لكن المراد بالآية {كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ} أي: عن الاستمرار في منكر فعلوه؛ لأن المنكر الذي فُعل لا يمكن أن يَرد عليه النهي، إذا قام الإنسان هل أقول: لا تقم؟ لا، إن قلت: لا تقم، فالمعنى لا تستمر في القيام.

قوله: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} "اللام" هنا موطئة للقسم، يعني: والله لبئس، وبئس فعل ماض لكنه إنشاء في الواقع، إذ إنه فعل يدل على إنشاء الذم، و"نِعْم" تدل على إنشاء المدح.

قوله: {لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} "ما" فاعل وهي اسم موصول، "وكانوا" صلة الموصول، والعائد على الموصول محذوف، والتقدير: لبئس ما كانوا يفعلونه.

[من فوائد الآيتين الكريمتين]

الفائدة الأولى: لعن الكافرين من بني إسرائيل، لقوله: {لُعِنَ} واللعن معروف، وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله عزّ وجل وعدم التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>