للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} انظر أيها المخاطب، وأول من يدخل في هذا النبي - صلى الله عليه وسلم -، {كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} يعني: انظر كيفيته، ولهذا نقول: إن "كيف" هنا مفعول انظر، وليست اسم استفهام، أي: انظر كيفية تبيين الآيات لهم.

وقوله: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ} أي: نوضح، "لَهُمُ" أي: لبني إسرائيل الذين ادعوا أن عيسى وأمه إلهان.

وقوله: {كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} أي: العلامات الواضحة الدالة على أنهما لا يصلحان أن يكونا إلهين؛ لأنهما كانا يأكلان الطعام؛ ولأن عيسى رسول قد خلت من قبله الرسل، فلا يصح أن يكون إله وهو مرسل من قِبَل الإله.

قوله: {ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} "أنى" بمعنى كيف، يعني: ثم انظر نظرة أخرى كيف يؤفكون، أي: يصرفون عن الحق مع وضوحه وجلائه، وكل هذا في تقرير التوحيد: توحيد الله تعالى في ألوهيته وربوبيته وإبطال ما عليه هؤلاء النصارى.

عندنا الآن {أَنَّى}، و {كَيْفَ}، معناهما يختلف؛ لأن قوله: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ} نظر تعجب وإنكار، وأما قوله: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ} فهو تدبر وإقرار.

[من فوائد الآية الكريمة]

الفائدة الأولى: أن الإنسان ينسب إلى أمه إذا لم يكن له أب، لقوله: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} فنسبه إلى أمه.

وهل إذا نسب إلى أمه -إذا لم يكن له أب- هل ترثه ميراث أب؟

<<  <  ج: ص:  >  >>