قوله:{وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}(إذ): على حسب ما سبق مفعول لفعل محذوف، التقدير: اذكر إذ أوحيت.
وقوله:{أَنْ آمِنُوا بِي} أن: هنا تفسيرية؛ لأنها إذا وقعت بعد فعل تضمن معنى القول دون حروفه سميت تفسيرية، والوحي فعل متضمن لمعنى القول دون حروفه، ومن ذلك قوله تعالى:{فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}[المؤمنون: ٢٧]، فـ (أن) هنا يعربها أهل النحو على أنها تفسيرية.
وقوله:{أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي} أعاد حرف الجر في قوله: {وَبِرَسُولِي} وهو معطوف على قوله: {بِي} لأنه إذا عطف على ضمير متصل فإنه يؤتى بحرف الجر الذي كان في المعطوف عليه، هذا هو الأشهر في اللغة العربية، وربما يخرج الكلام عن الأصل مثل قوله تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}[النساء: ١]"والأرحامِ" بالكسر، على قراءة، والقراءة المشهورة:{وَالْأَرْحَامَ}[النساء: ١] بالنصب، ومثل قوله تعالى:{وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ}[البقرة: ٢١٧]، ولم يقل: وبالمسجد، وإلا فالأصل أنه إذا عطف على ضمير متصل فإنه يعاد حرف الجر.