للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هؤلاء الذين يسترقون السمع: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ} [الحجر: ١٨] , فاستثنى الله عزّ وجل، فقال: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (١٠)} [الصافات: ١٠].

* * *

° قال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (١١٠)} [المائدة: ١١٠].

قوله: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى} نقول في ذلك كما قلنا في قوله: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ} أي: أن "إذ" مفعول لفعل محذوف تقديره "اذكر".

وقوله: {يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ} هذا نداء وصف أو عطف بيان، "عيسى": منادى مبني على الضم؛ لأنه عَلَمٌ، وكل علم ينادى وهو غير مضاف فإنه يبنى على الضم في محل نصب، فتقول: "يا زيدُ" ولا تقول: "يا زيدًا"، وأما "ابن مريم" فهو وصف أو عطف بيان، ونصب؛ لأنه مضاف، و "مريم" اسم أمه، ونسب إليها؛ لأنه لا أب له، إذ إنه خلق من أم بلا أب.

قوله: {اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ} هذا مقول القول، ثم فصل ذلك بقوله: {إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ}، "إذ" متعلقة بقوله: "نعمة"، و "نعمة" مفعول "اذكر" {أَيَّدْتُكَ} الفاعل مستتر

<<  <  ج: ص:  >  >>