قوله:{إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُور} , "إنا""نا" معروف أنها للجماعة أي: ضمير جمع، لكنها إذا أضيفت إلى الله فالمراد بها: التعظيم قطعًا؛ لأن الله سبحانه وتعالى إله واحد كما قال الله تعالى:{وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}[البقرة: ١٦٣] وقال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ}[آل عمران: ١٨].
وقوله:{أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ} أي: من أعلى؛ يعني أن الله تعالى أنزلها على موسى لكنه جلَّ وعلا كتبها بيده في ألواح، نزلت من السماء على موسى عليه الصلاة والسلام وجاء بها مكتوبة في الألواح.
قوله:{فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} الهدى: العلم، والنور: آثار هذا العلم، وذلك أن الإنسان كلما ازداد علمًا ازداد نورًا وبصيرة في دين الله عزّ وجل.
قوله:{يَحْكُمُ بِهَا} أي: بالتوراة وما فيها من الهدى والنور، {النَّبِيُّونَ} وفي قراءة "النبيئون" فعلى قراءة "النبيئون": يكون مفردها نبيئًا، وتكون مشتقة من النبأ بمعنى: الخبر، وعلى قراءة حذف الهمزة، قيل: إنها مشتقة من النَبْوَة، وهو الشيء المرتفع وذلك لارتفاع منزلة النبيين، وقيل: إنها من النبأ لكن