للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} يعني إلى الله مرجعكم أيها المؤمنون وكذلك غير المؤمنين، فالمرجع إلى الله عزّ وجل، ويوم القيامة يفصل الله تعالى بين الخلائق.

قوله: {فَيُنَبِّئُكُمْ} أي: يخبركم.

قوله: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} ينبئكم بما كنتم تعملون؛ إنباء يترتب عليه الثواب أو العقاب.

فإن قال قائل: أليس قد ثبت في صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ ذات ليلة محمرًا وجهه يقول: "لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، قال: فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وأشار بالسبابة والإبهام"، قالوا: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم، إذا أكثر الخبث" (١)؟

قلنا: هذا لا يعارض الآية؛ لأنه إذا هلك الصالحون بسبب الفتنة التي حصلت من هؤلاء فإن ذلك لا يضر؛ لأن الهلاك مصير كل حي، لكنه لا يتضرر في دينه، كما قال الله عزّ وجل: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: ٢٥] وبهذا الوجه يتبين ألا معارضة بين هذه الآية وبين ما جاء في الحديث.

[من فوائد الآية الكريمة]

الفائدة الأولى: فضيلة الإيمان وأن أهله أَهْلٌ لأن توجه إليهم الخطابات، لقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}.


(١) رواه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ويل للعرب من شر قد اقترب"، حديث رقم (٦٦٥٠)، ومسلم، كتاب الفتن أشراط الساعة، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج، حديث رقم (٢٨٨٠) عن زينب بنت جحش.

<<  <  ج: ص:  >  >>