الفائدة السادسة: أن من أشار على ولاة الأمور بالمسارعة في موادة الكفار وفي مناصرتهم، فإن فيه شبهًا من هؤلاء المنافقين.
الفائدة السابعة: بشارة المؤمنين بأن الفتح والنصر سيكون لهم، لقوله:{فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}.
الفائدة الثامنة: أن المنافق لا بد أن يفضحه الله، لقوله:{أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}، وهذا مشاهد، كما روي عن أمير المؤمنين عثمان بنُ عفان رضي الله عنه:"ما أسر أحدٌ سريرة، إلَّا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه وفلتات لسانه"، فلا بد أن يظهر نفاق المنافق، إلَّا أن يتوب إلى الله.
الفائدة التاسعة: تحذير المنافقين مما سيقع بهم من الندم على ما أسروا في أنفسهم، لقوله:{فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
قوله:{وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا}، في هذه الآية ثلاث قراءات:"ويقولُ" بالرفع، ويقولَ" بالنصب، وفيها قراءة ثالثة: "يقولُ" بالرفع بدون واو، وهذه من غرائب القراءات أن يحذف حرف من القرآن في إحدى القراءات، وتقدم مثلها في سورة البقرة:{وَقَالُوا اْتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}[البقرة: ١١٦] فيها قراءة: "قالوا اتخذ الله ولدًا" بسقوط الواو، وكذلك في سورة آل عمران:{وَسَارِعُوا}[آل عمران: ١٣٣] فيها قراءة: بحذف الواو، فتكون الآن ثلاث آيات في البقرة، وفي آل عمران، وفي سورة المائدة.