الفائدة التاسعة: إثبات الأسباب، لقوله:{وَأَضَلُّوا}، فإن هذا إضلال ليس عن قوة وإجبار وإكراه لكنه عن سبب، يزينون به الباطل حتى يضلوا به غيرهم.
الفائدة العاشرة: أن هؤلاء المضلين الضالين جمعوا بين سوءين: الأول: ضلالهم لأنفسهم، والثاني: إضلال غيرهم، وهل يمكن أن يقتصر الإنسان على واحدة كضلال نفسه فقط؟ يمكن، يمكن أن يكون ضالًا ولا يدعو إلى الضلال، لكنه إذا كان إمامًا في قومه صار ضلاله دعوةً بالفعل؛ لأنه سوف يتأسى به ويقتدى به، وهل يمكن أن يكون مضلًا وهو غير ضال؟
الجواب: لا، لا يمكن؛ لأن إضلاله يعتبر ضلالًا، هو ربما يكون قائمًا بما أوجب الله عليه من أفعاله الخاصة، لكن إذا كان يضل فهذا ضلال.
إذًا: يمكن أن يكون الإنسان ضالًا غير مضل، ولا يمكن أن يكون مضلًا غير ضال؛ لأننا نقول: مجرد كونه يضل الناس هذا ضلال.
الفائدة الحادية عشرة: أن الدين الصحيح وسط بين الغالي فيه والجافي عنه، لقوله:{عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} أي: عن قِيَمِ السبيل، وأصل السبيل العدل، الذي ليس فيه غلو ولا تفريط.