قوله:{لُعِنَ}: مبني للمجهول، أو إن شئت فقل: مبني لما لم يسمَّ فاعله، وهذا هو الأدق؛ لأنك إذا قلت: مبني للمجهول أشكل علينا قول الله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}[النساء: ٢٨]، فإن الفاعل هنا غير مذكور، لكنه معلوم.
إذًا: التعبير بقولنا: فعلٌ ماض مبني لما لم يسمَّ فاعله، أولى من مبني للمجهول، فمن الذي لعنهم. إذا كان هنا مبنيًّا لما لم يسمَّ فاعله، لعنهم الله، والملائكة، والناس أجمعين؛ لأن كل من لعنه الله، فإن أولياء الله يلعنونه، بل إن الناس حتى غير أولياء الله يلعنونه كما قال الله عزّ وجل في أهل النار:{كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا}[الأعراف: ٣٨].
قوله:{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ}، والذين كفروا من بني إسرائيل: هم الذين لم يثبتوا على الدين الذي كلفوا به.
فمثلًا: بنو إسرائيل قبل بعثة عيسى دينهم هو دين موسى، فإذا خالفوه فقد كفروا، والنصارى بعد بعثة عيسى، وقبل بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم - دينهم النصرانية فمن خالفها فهو كافر.
قوله:{عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} لعنوا، يعني: أن داود عليه الصلاة والسلام وعيسى ابن مريم، دَعَوا عليهم باللعنة، فقالا: اللهم العنهم.
وقوله:{عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} داود: من أنبياء الله بلا شك، لكنه أعطي النبوة وشيئًا من الملك، ولكن الملك الأتم لابنه سليمان.
قوله:{ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا} المشار إليه اللعن، الذي دل عليه