قوله:{غَيْرَ الْحَقِّ} الحق ما وافق الشرع، والباطل ما خالف الشرع.
قوله:{وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ} الأهواء جمع هوى، والمراد بالهوى هنا: ما خالف شريعة الله؛ لأن الأعمال إما هوىً وإما هدى، فما وافق الشرع فهو هدى، وما خالفه فهو هوى.
قوله:{قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} يشير إلى علمائهم ورهبانهم الذين حرفوا دين الله، فضلوا وأضلوا، والله سبحانه وتعالى يقول: اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا أهواء هؤلاء القوم الذي ضلوا وأضلوا.
قوله:{وَأَضَلُّوا كَثِيرًا} يعني: مع كونهم ضالين بأنفسهم، كانوا أئمة في الضلال فأضلوا كثيرًا من الناس، فصاروا والعياذ بالله ضالين بأنفسهم مضلين لغيرهم، عكس الصالحين المصلحين أو المهتدين الهادين.
قوله:{وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} هذا عطف للتوضيح والإيضاح؛ لأنه قال:{ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ}: عن ماذا؟ بينه بقوله:{وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ}، أي: عن مستقيم السبيل، والسواء يطلق على معانٍ كثيرة منها الاستقامة، المعنى: وضلوا عن السبيل المستقيم، فهو من باب إضافة الصفة إلى موصوفها.
[من فوائد الآية الكريمة]
الفائدة الأولى: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرًا خاصًّا أن يقول هذا القول، وقد تقدم في غير موضع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مأمور أن يبلغ القرآن كله، لكن أحيانًا يوجه إليه الخطاب بتبليغ شيء معين، للاعتناء به.