الفائدة الحادية والعشرون: إثبات الاسم الكريم، (العزيز) لله عزّ وجل، والعزيز بمعنى: الغالب الذي لا يغلبه أحد، والعزيز بمعنى: الذي يمتنع عليه النقص بأي وجهٍ من الوجوه، والعزيز: هو ذو العزة التي تكسب من اتصف بها قدرةً وسلطانًا وغير ذلك.
الفائدة الثانية والعشرون: أن الله تعالى ذو انتقام من المجرمين، كما قال الله تعالى:{إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}[السجدة: ٢٢]، ولهذا لا يوصف الله تعالى بالانتقام مطلقًا ولا يسمى بالمنتقم؛ لأن الله تعالى قيد الانتقام بالمجرمين، فنقيد ما قيده الله عزّ وجل، وهنا كلمة {ذُو انْتِقَامٍ} لا تدل على أنه وصف مطلق لله بل {ذُو انْتِقَامٍ} أي: صاحب انتقام فقط، لكن ممن؟ من المجرمين.
قوله:{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} لما بَيَّن الله عزّ وجل في الآيات الماضية حكم صيد البر للمحرم، ذكر حكم صيد البحر فقال:{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} والمحل هو الله عزّ وجل؛ لأنه هو الذي بيده التحليل والتحريم والإيجاب، وقوله:{لَكُمْ} الخطاب للمقيمين في البلاد بدليل قوله: {وَلِلسَّيَّارَةِ} أي: السائرين، أي: المسافرين يتزودونه في أمتعتهم.