الفائدة الأولى: كمال عدل الله عزّ وجل وأن كل من آمن واتقى ولو بعد الكفر والعناد فإن الله تعالى يتوب عنه.
الفائدة الثانية: أن التائب من الذنب يثاب بثوابين: ثواب الدنيا وثواب الآخرة، ثواب الآخرة لقوله:{لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} وثواب الدنيا لقوله: {لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}[المائدة: ٦٦].
الفائدة الثالثة: إثبات أفعال الله سبحانه وتعالى الاختيارية، لقوله:{لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}؛ لأن هذا التكفير يكون بعد إيمانهم وتقواهم، فيكون فيه دليل على إثبات أفعال الله الاختيارية، وهذا هو الذي عليه السلف الصالح وأئمة أهل السنة، أن الله عَزَّ وَجَلَّ يفعل ما يشاء في أي وقت، وعلى أي كيفية، وأما من قال: إن الأفعال الاختيارية لا يمكن أن تنسب إلى الله؛ لأنها حادثة، والحادث لا يقوم إلا بحادث، فقوله مردود: أولًا: أنه قياسٌ باطل لمصادمته النص، والثاني: أنه قياس غير صحيح، من قال: إنه يلزم من قيام الحوادث بصاحبها أن يكون حادثًا.
الفائدة الرابعة: أن الجزاء يكون بالنجاة من المرهوب وحصول المطلوب، يشير إلى الأول قوله:{لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}، وإلى الثاني قوله:{وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} فالأول به النجاة من المرهوب، والثاني في حصول المطلوب.
الفائدة الخامسة: أن الجنّات فيها النعيم المطلق الذي يشمل نعيم البدن ونعيم الروح، ويدل لذلك قوله تعالى:{وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}[الإنسان: ١١]، قال العلماء: النضرة في الوجه والسرور في القلب.