للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفخ الروح في الأشياء، هذا إذا نظرنا إلى قدرة الإنسان، أما إذا كان بيد الله، فالله على كل شيءٍ قدير، ومثال المستحيل شرعًا يقول: اللهم اجعلني نبيًّا.

الفائدة الخامسة: أن ما جاء على خلاف المعهود وكان خارقًا للعادة فهو آية، لقوله: {وَآيَةً مِنْكَ} وجه ذلك أنه لم يعهد أن المائدة تنزل من السماء عيانًا يشاهدها الناس، فيكون نزولها ولا سيما أنه بطلب بعد اقتراح، فيكون نزولها آية ودليلًا على صدق من تكلم بالرسالة.

الفائدة السادسة والسابعة: أن عيسى ابن مريم مفتقر إلى الله تعالى وإلى عطائه، وينبني على هذه الفائدة بطلان دعوى النصارى: أنه إلههم.

الفائدة الثامنة: أن الله تبارك وتعالى خير الرازقين، وهذا فرد من قاعدة عامة وهي قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [النحل: ٦٥]، فكل وصف كمال فلله منه الأعلى.

الفائدة التاسعة: إطلاق الرزق على غير الله عزّ وجل، بمعنى: أنه يصح أن نصف غير الله بأنه رازق؛ لأن الرزق بمعنى: العطاء، ولكن الرزق الأكمل والأوفى هو رزق الله تبارك وتعالى.

* * *

° قال الله عزّ وجل: {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (١١٥)} [المائدة: ١١٥].

قوله: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} وفي قراءة: "مُنْزِلُهَا" هذا للحال أو للمستقبل، يعني: هل أن الله عزّ وجل وعد بإنزالها وأنزلها أو

<<  <  ج: ص:  >  >>