لقاء الله عزّ وجل وذلك بالموت، وسرعة فصل الله بين العباد وذلك يوم القيامة، فإن الله يفصل بين الناس ويحاسبهم في نصف يوم، بدليل قوله الله تعالى: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا (٢٤)} [الفرقان: ٢٤].
فإن قال قائل: سرعة الحساب من صفات الله الذاتية أو الفعلية؟
قلنا: هي من الفعلية؛ لأن المحاسبة فعل يتعلق بمشيئته، وعلى هذا فيكون فيه إثبات الصفات الفعلية لله عزّ وجل.
قوله:{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}{الْيَوْمَ}، يحتمل المراد بذلك ما قبل اليوم ما سوى الزمن الماضي، أو اليوم الحاضر الذي هو اليوم المعين.
وقوله:{أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} من أحلها؟ أحلها الله عزّ وجل، فحذف الفاعل للعلم به، كما في قوله:{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}[النساء: ٢٨] فالخالق هو الله عزّ وجل وهو معلوم، والمحلل والمحرم هو الله وهو معلوم، ولذلك حذف الفاعل في الخلق وهو