قوله:{لَا يُؤَاخِذُكُمُ الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}، لا يؤاخذكم: أي: لا يعاقبكم ولا يحاسبكم، {بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} اللغو: ما لم يُقْصَدْ، بدليل قوله:{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}، وقد تقدم أن من طرق التفسير أن تقابل الكلمة إذا كانت خفية بشيء واضح فيتبين معناها بما قوبل بها، وذكرنا على هذا مثلًا: وهو قوله تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا}[النساء: ٧١]، فإن {ثُبَاتٍ} لا يفهم معناها بسرعة، لكن إذا قرنتها بالمقابل، وهو قوله:{أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} تَبَيَّنَ أن معنى ثباتٍ أي: فرادى متفرقين.
و"اللغو" هو الذي لا يقصد، بأن يجري على اللسان بدون قصد، وهذا يقع كثيرًا، يقول لك صاحبك: أتريد أن نذهب إلى فلان؟ تقول: لا واللهِ، لا أريد الذهاب إليه، أو يقول: اذهب فسلم على فلان؟ تقول: لا واللهِ لا أريد، على سبيل اللغو لا