القصد، فهذا على سبيل اللغو لا يترتب عليه حكم، ولأن هذا أيضًا من الأشياء التي قد يشق تجنبها.
لو قال قائل: هل يدخل في اللغو الحلف بغير الله؟
الجواب: الحلف بغير الله لا ينعقد أصلًا؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال:"من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد"(١) والحلف بغير الله ليس عليه أمر الله ورسوله.
وقوله:{فِي أَيْمَانِكُمْ} جمع يمين وهو الحلف.
وقوله:{وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ} أي: بالذي عقدتم، وفي هذه الكلمة ثلاثة قراءات:{عَقَّدْتُمُ} بتشديد القاف، وعاقدتم و {عَقَّدْتُمُ}، بتخفيف القاف، والمعنى واحد، أي: بما نويتم عقده من الأيمان.
قوله:{فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ} هل المراد فكفارته إذا حلفتم، أو إذا حلفتم وحنثتم؟ الثاني، يعني أن في الآية شيئًا محذوفًا التقدير: فكفارته إن حنثتم فيه، أي: التي تكفره ولا يقع فيه مؤاخذة، {إِطْعَامُ عَشَرَةِ} وأطلق الله الإطعام فيرجع في ذلك إلى العرف؛ لأن لدينا قاعدة وهي أن ما جاء مطلقًا في الكتاب والسنة فإنه يحمل على عرف الناس.
قوله:{عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} جمع مسكين: وهو الذي لا يجد كفايته، وسمي مسكينًا؛ لأن الفقر أسكنه؛ لأن العادة أن الغني يكون نشيطًا له شخصية، يقابل الناس ويتكلم معهم ويأخذ منهم ويرد، والغالب على الفقير العكس، فلذلك سمي الفقير مسكينًا.