فأضاف الفعل إليهم، والأصل أن الفعل إذا أضيف إلى أحد فإنه قائم به مختار له، والجبرية يقولون: إن الإنسان مجبر على عمله، حتى في الحركات الإرادية يقولون: هو مجبر، حتى لو أراد الإنسان أن يأكل أو يشرب يقولون: هو مجبر على ذلك، ولا شك أن قولهم هذا يخالف المحسوس والمعقول والمنقول.
قوله:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ}: هم اليهود والنصارى، وإذا كان كذلك فالمراد بالكتاب هنا: الجنس وهو التوراة والإنجيل، وأضافهم الله تعالى إلى الكتاب وسماهم أهلًا له لإقامة الحجة عليهم ونفي العذر، كأنه قال: يا أهل الكتاب أنتم أهل الكتاب عندكم علم وعندكم معرفة، {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا} وأنتم تعرفون هذا الرسول كما تعرفون أبناءكم.
قوله:{قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا} يريد به محمدًا - صلى الله عليه وسلم -.
قوله:{يُبَيِّنُ لَكُمْ}"يُبَيِّنُ" الجملة حال من رسول؛ أي: حال كونه يبين لكم؛ أي: يظهر لكم.
قوله:{كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} أي: يبين لكم حكمه؛ لأن الحاجة تدعو إليه. والبعض الآخر يعفو