الفائدة الخامسة: أن الإنسان بعد التوبة ورفع الفتنة عنه قد لا يشكر هذه النعمة، ويعود إلى عماه وصممه لقوله:{ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} وهذا يشبه قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٤٣)} [الأنعام: ٤٣].
الفائدة السادسة: الحذر من بطر النعمة بالعود إلى الفسوق والكفران؛ لأن الله هددهم بقوله:{وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}.
الفائدة السابعة: بيان عموم علم الله عزّ وجل بكل عمل، فإن كلمة "ما" في قوله: {بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}[آل عمران: ١٢٠] موصولة تفيد العموم.
قوله:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}{لَقَدْ كَفَرَ}، هذه مؤكدة بثلاثة مؤكدات: القسم المقدر، واللام، وقد.
وأكد الله تعالى ذلك جريًا على عادة اللسان العربي، في تأكيد ما يستحق التأكيد، وإلا فخبر الله عزّ وجل حق، ثم إن هذا أيضًا أي: قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ} ليس خبرًا مجردًا، بل هو خبر وحكم، وحتى إذا قلنا: إنه حكم عليهم بالكفر؛ فهو مؤكد، لئلا يعارض معارض فيقول: ليس هذا بكفر.