قوله:{يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} في هذه الصفحة من المصحف نداء لأهل الكتاب مرتين، {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ} والمراد بهم: اليهود والنصارى.
وقوله:{قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا} وهو محمد - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله:{يُبَيِّنُ لَكُمْ} الجملة حالية، حال من رسول، يعني حال كونه يبين لكم؛ أي: يوضح ويفصل، ولم يذكر الله تبارك وتعالى المُبَيَّن ليكون أعم؛ لأن حذف المفعول يفيد العموم، وهذه قاعدة معروفة في اللغة العربية: أن الحذف يفيد العموم، فقوله:{يُبَيِّنُ لَكُمْ} أي: يبين كل ما يحتاج الناس إلى بيانه، ولهذا قال الله تعالى في القرآن الكريم:{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ}[النحل: ٨٩].
وقوله:{عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} يعني حال كون البيان {عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ}؛ أي: مدة من الزمن لم يأتِ فيها رسول، هذه المدة ليس لنا كبير فائدة في معرفتها على التحديد، لكن نعرف أنها مدة طويلة تقدر بنحو ستمائة سنة بين عيسى وبين محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - لأن آخر الأنبياء الذين بعثوا إلى الناس هو عيسى عليه الصلاة والسلام ومن بعده محمد - صلى الله عليه وسلم -، فليس بينهما نبي، ولهذا ما يذكر