الفائدة الرابعة عشرة: العجب من هؤلاء الذين بينت لهم الآيات ثم صرفوا عن الحق والعياذ بالله، ولهذا قال:{ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}.
الفائدة الخامسة عشرة: أن هؤلاء أفكوا عن الحق بعد أن تبين، بدليل كلمة "ثم"، فإنها تفيد المهلة، يعني: بعد أن تتبين لك الآيات، وتتبين لهم أيضًا يؤفكون عن الحق ويصرفون عنه.
قوله:{قُلْ} أي: يا محمد، أو قل أيها المخاطب الموحد، لكل من يعبد من دون الله أحدًا قل له:{أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}.
قوله:{مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: من سواه.
قوله:{مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا} يعني: لا يملك أن يدفع الضر عنكم ولا أن يجلب لكم النفع، وقيل المعنى: ما لا يملك لكم ضرًّا لو عصيتموه، ولا نفعًا لو أطعتموه، فعلى التفسير الأول يكون في الآية حذف، والتقدير: ما لا يملك لكم دفع الضر، والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين أن يكون في الكلام شيء محذوف، أو لا يكون، فالأصل عدم الحذف، وعلى هذا فيكون: ما لا يملك لكم ضرًّا، يعني لو عصيتموه وخالفتموه، ولا نفعًا: لو أطعتموه.
قوله:{وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} يعني: كيف تعبدون ما لا يملك لكم ضرًّا ولا نفعًا، وتَدَعُون من هو السميع العليم،