للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفائدة الثانية: أن أهل الكتاب عندهم غلو، وهو واضح، فالنصارى يقولون: إن عيسى ابن الله، واليهود يقولون: إن عزيرًا ابن الله، وهم أيضًا يتبعون أحبارهم ورهبانهم ويتخذونهم أربابًا من دون الله.

الفائدة الثالثة: أنه إذا نهي أهل الكتاب عن الغلو، والغلو في ذاته مفسدة، فكذلك ينهى غيرهم، ولهذا حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغلو في الدين، وحذر من الغلو فيه نفسه، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام ينهى عن الغلو في الدين، فنهى الذين قالوا: إننا نصوم ولا نفطر، ونقوم ولا ننام، ولا نتزوج النساء، ولا نأكل اللحم (١)، وأخذ حصيات في حجة الوداع وجعل يقلبها في يده ويقول: "بأمثال هؤلاء فارموا، إياكم والغلو في الدين" (٢)، وسمى الذين أرادوا المواصلة في الصوم، المتعمقين (٣)، تحذيرًا لفعلهم، ودعا على المتنطعين في دينهم ثلاث مرات، فقال: "هلك المتنطعون" (٤).


(١) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب: الترغيب في النكاح (٥٠٦٣)، ورواه مسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه (١٤٠١) عن أنس بن مالك.
(٢) رواه ابن ماجه، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي، حديث رقم (٣٠٢٩)، والنسائي، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصى، حديث رقم (٣٠٥٧)، وأحمد (١/ ٢١٥) (١٨٥١)، وابن حبان (٩/ ١٨٣) (٣٨٧١) عن ابن عباس.
(٣) رواه البخاري، كتاب التمني، باب ما يجوز من اللو وقوله تعالى: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} [هود: ٨٠]، حديث رقم (٦٨١٤)، ومسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن الوصال، حديث رقم (١١٠٤) عن أنس بن مالك.
(٤) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح، حديث رقم (٤٧٧٦)، ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ... حديث رقم (١٤٠١) عن أنس بن مالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>