عاهدت الله عزّ وجل بالقول، لكن بما أعطاك من العقل والفطرة صار ذلك عهدًا.
لو قال قائل: ما صحة قول: من قال: إن الميثاق هو الميثاق الذي أخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيعة الرضوان أو بيعة العقبة؟
الجواب: لا؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم لما نزل قول الله تبارك وتعالي: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)} [آل عمران: ١٠٢] قالوا: ما نطيق هذا، فأمروا أن يقولوا: سمعنا وأطعنا، ثم خفف عنهم.
الفائدة الرابعة: أن السمع المجرد لا يغني شيئًا، فلا بد أن يكون سمعًا واستجابة، فاما مجرد السمع فلا، وذلك لقوله:{سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالي: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (٢١)} [الأنفال: ٢١]، فنفي الله عنهم السمع؛ لأنهم لم يأتوا بفائدة السمع وهي الطاعة، فعلي هذا لا يكفي مجرد السماع بل السماع حجة على العبد، فعليه عند السماع أن يمتثل.
الفائدة الخامسة: فضيلة التقوى وأنها مبنية على تذكر العهد والميثاق، لقول الله تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ} وقد قلنا: إن أجمع كلمة في معنى التقوى هي: اتخاذ وقاية من عذاب الله تعالى بفعل
أوامره واجتناب نواهيه على علم وبصيرة.
الفائدة السادسة: تهديد من خرج عن التقوى، بقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}.
الفائدة السابعة: أن التقوى محلها القلب، لقوله:{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} يعني فاجعلوا مدار التقوى على القلوب. ولهذا