الحسية دون القراءة الشرعية؛ لأنها ربما تكون أفيد من القراءة عند بعض الناس؛ لأن الإنسان المريض لا يتقبل القراءة، ويكون شاكًّا فيها، وإذا كان شاكًّا فيها لا تنفعه أو لا يثق بالقارئ لكن الأمور الحسية يثق بها كثيرًا، لكن هناك أمراض لا ينفع فيها الأدوية الحسية، مثل الأمراض النفسية، فلا ينفع فيها إلا القراءة، والطبيب تجده يكشف على المريض عدة مرات ثم يقول: ليس فيه شيء، هذا لا ينفع فيه إلا القراءة، وليعلم أن الذي يشك في قراءة القاري أو في نفثه لا يستفيد، لكن لا ندري هل هو يشك في هذا باعتبار الدواء الذي هو الآيات، أو باعتبار القارئ.
* * *
الفائدة السابعة والعشرون: أن إفراد الله بالتوكل من الإيمان, لقوله:{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} وأن نقص التوكل على الله نقص في الإيمان؛ لأن ما رتب على شيء ازداد بزيادته ونقص بنقصه.
الفائدة الثامنة والعشرون: إصرار بني إسرائيل على المعصية، وعلى الجبن والخور لقولهم:{إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا} وهذا ظاهر في أنهم مصرون على معصية نبيهم الذي قال لهم: {ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ}.
الفائدة التاسعة والعشرون: الغطرسة العظيمة في بني إسرائيل، حيث قالوا لموسى عليه الصلاة والسلام:{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، حتى قولهم:"اذْهَبْ"، بهذه الصيغة، كأنهم آمرون لموسى، أيضًا فيه استعلاء واستكبار {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ} يعني: ما رجوه رجاء وقالوا: ألا تذهب يا