للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قال قائل: مما هو الجهاد في سبيل الله؟

قلنا: فسره النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ بأنه من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا؛ فهو في سبيل الله (١)، وقد تقدم.

لو قال قائل: ذكرتم أن البراء بن مالك رضي الله عنه ألقى بنفسه في أرض العدو (٢)، استدل البعض بهذه القصة على جواز العمليات الانتحارية، فما الجواب على هذا الإيراد؟

لو قال قائل: الإنسان إذا لم يستطع الجهاد في سبيل الله، وكان فرضًا عينيًّا عليه، فكيف يكون حاله، ثم ما صحة ما يروى عن حسان بن ثابت في هذا، هل هذا صحيح أي: أنَّه لم يكن مجاهدًا؟

الجواب: بعض المتأخرين في الحقيقة ليس عندهم أدب مع الصحابة، ولا شك أن حسان بن ثابت رضي الله عنه ليس كخالد بن الوليد في الإقدام والشجاعة، ولكن كوننا نقول: إنه جبان وأن المرأة أشجع منه، فهذا غلط عظيم، مع أنَّه يدافع عن النبي عليه الصلاة والسلام دفاعًا بلسانه أشد من وقع النبل على الكفار (٣)، والذين يتكلمون في الصحابة رضي الله عنهم ينصحون


(١) تقدم في (١/ ٣٣٦).
(٢) تقدم في (١/ ٢٧٦).
(٣) انظر: صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب الشعر في المسجد، حديث رقم (٤٥٣)، كتاب المناقب، باب من أحب أن لا يسب نسبه، حديث رقم (٣٥٣١)، كتاب الأدب، باب هجاء المشركين، حديث رقم (٦١٥٢)، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه، حديث رقم (٢٤٨٥)، جامع التِّرمِذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في إِنشاد الشعر، حديث رقم (٢٨٤٦) عن عائشة.

<<  <  ج: ص:  >  >>