للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو قال قائل: هل يقال: من استهزأ بشيء من شعائر الإِسلام يناله ما نال اليهود من هذه العقوبات المسخ والغضب ... إلخ؟

الجواب: أما إذا قلنا: إن القردة والخنازير أمر معنوي فقد يصيبه هذا وقد ينتكس والعياذ بالله ولا ينتفع بحق، وإذا قلنا: إنه حسي فكذلك أيضًا، أليس النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام، أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل الله صورته صورة حمار" (١).

لو قال قائل: هل يجوز للإنسان أن يقول: اليهود والنصارى إخوان القردة والخنازير؟

الجواب: لا بأس أن يقول هذا، لكن أنا عندي أنه غير مناسب، خصوصًا في مقام الدعوة تأتي مثلًا ليهودي تقول: تعال يا أخا القردة والخنازير آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، هذا لا يصح، لكن على سبيل الخبر قد يقال بالجواز، فعبد الله بن رواحة رضي الله عنه لما جمعهم ليخرص عليهم النخل قال: إني جئتكم من أحب الناس إليّ وإنكم لأبغض إليّ من عدتكم من القردة والخنازير (٢).

الفائدة التاسعة: أن لا يستعصي على الإنسان طلب الشيء من الله عزّ وجل ما دام ليس في طلبه عدوان، ولنضرب لهذا مثلًا: برجل مريض بمرض السرطان، بعض الناس يقولون: مرض


(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب إثم من رفع رأسه قبل الإِمام، حديث رقم (٦٥٩)، ومسلم، كتاب الصلاة، باب تحريم سبق الإِمام بركوع أو سجود ونحوهما، حديث رقم (٤٢٧) عن أبي هريرة.
(٢) تقدم في (١/ ٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>