للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنكر لفظ الشمال الوارد في صحيح مسلم (١)، ومنهم من قال: بلى، وكل منهما له شبهة، لكن الصواب أنها تثبت، وأن معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اخترت يمين ربي وكلتا يديه يمين" (٢) يعني: اليُمن والبركة والتساوي؛ لأن المخلوق الذي له يمين وشمال، تختلف اليمين والشمال، تختلف في القوة حتى في القوة الجسمية تختلف، لكن يدا الله عزّ وجل وأريد التثنية لا تختلف، كلتاهما يمين وهذا هو الصحيح، أننا نثبت الشمال لله لكن لا على أنها ناقصة عن اليمين بل كلتاهما يمين.

الفائدة الحادية عشرة: كثرة عطاء الله وجوده، لقوله: {مَبْسُوطَتَانِ} لا يمكن أن تقبضا بالنسبة للعطاء {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "يد الله ملأى سحّاء الليل والنهار" "ملأى" يعني: مملوءة من الخير والجود والبركة، "سحّاء": كثيرة العطاء، "الليل والنهار": ظرف يعني: يعطي ليلًا ونهارًا "لا يغيضها نفقة"، يعني: ولا ينقصها ما أنفق وأعطى عَزَّ وَجَلَّ، ثم ضرب مثلًا فقال: "أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ ".


(١) رواه مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب، حديث رقم (٢٧٨٨) عن ابن عمر:
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يطوي الله عزّ وجل السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرض بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون؟ ".
(٢) رواه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب (٩٤)، حديث رقم (٣٣٦٨)، وابن حبان (١٤/ ٤٠) (٦١٦٧)، والحاكم (١/ ١٣٢) (٢١٤) عن أبي هريرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>