الفائدة الثالثة: إعطاء كل ذي حق حقه؛ لأنه خاطبهم بأهل الكتاب، مع أنهم حقيقةً ليسوا بأهل له، إذ إن أهل الكتاب هم الذين يقومون به، كما تقول: يا أهل القرآن، يعني: الذين يقومون به، فالوصف إذا أعطي صاحبه فهو عدل، كما أن فيه فائدة ثانية وهي: أنه لكونهم أهل كتاب، يلزمهم أن يقيموه.
الفائدة الرابعة: أنه لا تتم إقامة التوراة والإنجيل إلا بإقامة القرآن؛ لأن الله اشترط ثلاثة أشياء:{حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} فمن ادعى أنه مقيم للتوراة وهو كافر بالإنجيل قلنا: هذا غير صحيح ودعواه باطلة، ومن ادعى أنه مؤمن بالإنجيل ولم يؤمن بالقرآن، قلنا: هذه دعوى باطلة.
الفائدة الخامسة: شرف القرآن لكونه نازلًا من عند الله.
الفائدة السادسة: أن القرآن كلام الله، وجه ذلك أن القرآن ليس عينًا قائمةً بنفسها حتى نقول: إنه مخلوق، بل هو وصف يقوم بالمتكلم به، وإذا كان وصفًا لزم أن يكون منزلًا غير مخلوق، أما قوله تعالى:{وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}[الزمر: ٦]، فهنا نقول: الأزواج مخلوقة؛ لأن الأزواج أعيانًا قائمة بنفسها، وكذلك قوله:{وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ}[الحديد: ٢٥] أيضًا الحديد عينٌ قائمةٌ بنفسها لا يمكن أن تكون وصفًا لله، أما القرآن فهو كلام، والكلام لا بد أن يقوم بمتكلم فيكون منزلًا غير مخلوق، كما قال ذلك السلف رحمهم الله.
الفائدة السابعة: إثبات علو الله؛ لقوله:{وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} والإنزال إنما يكون من أعلى.
الفائدة الثامنة: أنه يلزم من أقر بالربوبية أن يقر بالإلوهية